هل ينصح بتشجيع الأطفال للخروج من المنزل لوحدهم؟ هل نرسل الطفل لشراء حاجة من البقالة المحاذية لبيته للتخلص من الملل؟
20% من الأطفال من سن 3 وحتى 6 سنوات الذين أصيبوا في حوادث طرق كمشاة كانوا في طريقهم إلى البقالة. السبب: كونهم في جيل لا يمكنهم من التفكير في أمرين في آن واحد: كيفية الحذر من سيارة قريبة والحاجيات التي سيقتنونها مقابل النقود التي بحوزتهم.
هل ينصح بتشجيع الأطفال للخروج من المنزل لوحدهم؟ هل نرسل الطفل لشراء حاجة من البقالة المحاذية لبيته للتخلص من الملل؟ في أي سن تترسخ معلومات هامة ومركبة كقوانين السلامة والحذر في أذهان أطفالنا؟ هل مرافقتهم للأصدقاء أثناء التوجه للبقالة سيضمن لهم الحماية أم العكس؟
حوالي 20% من مئات الأطفال في سن ما قبل المدرسة (3 إلى 6 سنوات) الذين تم توجيههم للمستشفى للتشخيص والعلاج إثر تعرضهم لحوادث طرق، أصيبوا وهم في طريقهم لشراء الحاجيات من البقالة الواقعة على الشارع المحاذي لمنازلهم. نلاحظ في الكثير من الأحيان أطفالا صغارا يحملون في أيديهم قطعا نقدية بقيمة شيكل أو عدة شواقل وهم في طريقهم "لمغامرة" الشراء الأخاذة من البقالة الواقعة على الشارع المحاذي للمنزل. إن وفرة الألعاب الرخيصة والحلويات ذات الأشكال والألوان المختلفة توقظ خيال الأطفال ورغباتهم، غير أن هذا الانفعال قد يحجب عنهم توخي قواعد الحذر والسلامة التي، في الغالب، تعلموها من أهاليهم. وفي الكثير من الحالات تتحول "رحلتهم الأخاذة" للبقالة المحاذية لمنازلهم إلى مصيدة قاتلة...
الإغراء والتفكير المنطقي
إن تطوّر الأطفال الذهني في هذه السن لا يمكنهم من التفكير بأمرين في آن واحد: كيفية الحذر من سيارة قريبة والحاجيات التي سيقتنونها مقابل النقود التي بحوزتهم، وغالبا ما يتغلب الإغراء والرغبة الملحين لدى هؤلاء الأطفال على توخي الحذر وعلى تقييمهم للأمور. يشار، إلى أن هذه الظاهرة تعتبر الأكثر شيوعا في المناطق التي تعيش فيها عائلات كثيرة-الأولاد أو المناطق التي تعاني من ضائقات اقتصادية والتي تفتقر لبنى تحتية ملائمة ومنظمة.
حوادث الطرق التي تقع في الطريق إلى البقالة هي الأكثر شيوعا في المجتمع العربي، حيث تعتبر البقالة منطقة للهو بالنسبة للأطفال الذين يحصلون على قطعة أو قطعتين نقديتين من أهاليهم لشراء الحاجيات والحلوى منها، الأمر الذي يلقي الضوء على حقيقة أن العديد من الأهالي الذين يتوجهون إلى المراكز الطبية اثر الأضرار التي تنجم عن هذه الحوادث يندهشون حين يقوم الطبيب المكلف بمعالجة طفلهم، والذي يلتقي بهم للمرة الأولى، بسؤالهم عما إذا كان الحادث قد وقع لطفلهم وهو في طريقه إلى البقالة!!!
فما العمل إذا؟
توعية الأهل عامة وخاصة الذين يعيشون في المناطق الأكثر عرضة لهذا الخطر، لحقيقة أنّ الأطفال الذين تبلغ أعمارهم تحت سن 6 سنوات معرضين للخطر إذا ما حاولوا قطع الشارع لوحدهم، وخصوصا إذا ما انتظرتهم إغراءات على الجهة الأخرى من الشارع. فإذا اختار الأب أو الأم أن يكافئا أطفالهم بمنحهم جائزة، يفضل أن يقتنوها بأنفسهم وان يتجنبا تسليمهم النقود التي قد تحجب قدرتهم على تقييم الأمور وخاصة الأخطار. كذلك، يجدر تحذير السائقين من خلال ضمان وجود ممرات للمشاة ونصب الإشارات الملائمة والبارزة التي تحذر من وجود أطفال في هذه المنطقة والذين قد يندفعون باتجاه الشارع، كما هو متّبع بمحاذاة بعض المدارس.