ملتقى إبداع الشرق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى إبداع الشرق

من اجل ثقافه عربيه حره ومبدعه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قالت.. والحزن يملأ عينيها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فدوى ابراهيم

فدوى ابراهيم


عدد الرسائل : 197
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

قالت.. والحزن يملأ عينيها Empty
مُساهمةموضوع: قالت.. والحزن يملأ عينيها   قالت.. والحزن يملأ عينيها I_icon_minitimeالخميس يوليو 17, 2008 8:02 pm

في ناحية من نواحي فلسطين الحبيبة.. وفي عمق جرحها النازف.. تخاطب (رماء) زوجها وحبيبها الذي لم يمضِ على زواجه منها سوى شهر لم يكتمل بعد.. ترجوه أن يأخذ الحيطة والحذر -لأنه نشيطٌ في صفوف المقاومة- حتى لا يأخذه الظالمون للسجن وتبقى وحيدة ولا يزالان عريسان بعد.. هي لا تريد للظلم أن يبقى.. لكنها تحب زوجها وفتى أحلامها.. لا تريد أن تفقده.. لا تريده أن يذهب من بين يديها وهو حبيبها وحاميها..
هو كذلك يحبها حبا كبيرا.. غير أنه لا يريد لها حياة الذل والعبودية.. هو لا يريد لابنه القادم- والذي لمَّا يتخلق في رحم أمه بعد-.. لا يريد له أن يأتي للدنيا إلا عزيزا؛ ليحيا حرا أبيا.. لا عبدا ذليلاً.
وما هي إلا أيام.. وفي منتصف ليلة ممطرة.. والظلام دامس.. ولا تكاد تسمع إلا صوت المطر والريح والعواصف.. وإذا بالباب يطرق: افتح الباب.
- من هذا الذي يأتينا في هذه الساعة؟؟…. تساءلت رماء في دهشة.. لكن حسام عرف هذا الطارق.
-وإذا بصوت الجنود يقطع تساؤلَها: افتح جيش.. افتح وإلا كسرت الباب.. لا تحاول الهرب البيت محاصر.
-حينها علمت أن ما خافت منه حصل.
-بدأ حسام يجهز نفسه.. وأخذت رماء تأتيه بالملابس الدافئة بسرعة هائلة؛ حتى لا يأخذه الجنود في هذا البرد القارس دون أن يلبس ملابس تقيه بعض البرد.
-التفتت رماء.. وإذا بحسام ينظر إليها.. وكأنه يريد أن يقول لها شيئا.
- رماء: حسام ولا يهمك.
- حسام: لا تخافي يا رماء.. الله معنا وهو حسبنا.
- رماء: الحمد لله.. حسبنا الله.
- حسام: اصبري يا رماء ولك الجنة.. إياك أن تُظهري الخوف أمامهم.. إياكِ.. السجن للرجال.
- يتقدم حسام ويفتح الباب.. فيسحبه الجنود المتمركزون خلف الباب بعنف شديد.. وإذا بدموع رماء تنحدر على خديها.. لكم حاولت حبسها لكنها لم تستطع.
- يتقدم ضابط المخابرات نحو رماء قائلا: أنت ما "بتخافي" على حسام؟
- رماء: الله معاه بيحفظه منكم.. حسبي الله عليكم.. نحن ما بنخاف إلا الله
- ويرحل به الجنود.. ويمضي معهم أسدا شامخا أبياً، لم تنحن هامته لأحد إلا لله تعالى.
وبينما حسام يجلس في زنزانته مسترخياً.. بعد أيام طوال من السهر والتعذيب والتحقيق القاسي وحرمان من النوم والراحة.. جال في خاطره حديث زوجته وحبيبته وشريكة عمره له في تلك الليلة.. حين رجته أن يبقى لها….
وإذا به ينشد:
قالت: أخـاف عليك السـجنَ قلتُ لها:
لأجـلِ ديني ظلامُ السـجنِ يُلتَحَفُ

لو يقصُرونَ الذي في السجنِ من غُرَفٍ
على اللصوصِ لهَدَّتْ نفسَها الغرَفُ

لكـنْ عندهـا أملٌ أن يُسـتَضاف بهـا
حرٌّ ؛ فيزهِر في أرجائها الشـرفُ

قالـتْ: حلُمـتُ بطفـلٍ لا أريـد لـه
أبـاً سـجيناً.. فقلتُ الحلمُ يُعتكَـفُ

أتـَحلُميـنَ بطفـلٍ قلــبُ والــدِهِ
عـبدٌ ، أعـيذُكِ من عبدٍ له خلـفُ

ولا تزال رماء تنتظر حسام، صابرة محتسبة……..فهي تؤمن بأن الفرج بيد الله وحده.. وحسام يؤكد لها في كل زيارة تزوره في السجن أن هذا الذي قدمه قليل بالنسبة لما قدمه إخوانه الذين من الله عليهم بالشهادة … ويوصيها ألا ترهق نفسها كثيرا .. وأن تأكل جيدا حتى يتغذى الجنين الذي لم يولد بعد.
-أوصيك يا رماء به خيرا.. أريده سواء بنتا أو ولدا أن يتربيا على القرآن والسنة…..وحب الأقصى وفلسطين.. أريده ذخرا لامته وشعبه…..لا ليأكل ويعيش كالبهائم والأنعام . فتخرج من عنده راضية مطمئنة .. تحمل وصاياه بوفاء وأمانة.
إبراهيم شقران- فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قالت.. والحزن يملأ عينيها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى إبداع الشرق :: صالون الأدب والثقافه :: ومضات اعجبتني-
انتقل الى: