العرب والمسلمون في بلاد الاندلس

قصة عبد الرحمن هي احدى القصص المؤثرة التي يعيشها العرب اليوم في بلاد الاندلس سابقا اسبانيا اليوم
لا زال عبد الرحمن وهو من مواليد مدينة مراكش التي تعتبر ثالث اكبر مدينة في المملكة المغربية يبحث عن عمل في مدينة برشلونة الاسبانية منذ انتقل اليها قبل ما يقارب العام، وذلك بعد ان انقطع عن البحث عنه في بلاده الاصل مما استدعاه الى السفر الى اسبانيا باحثا عن قوته من اجل اعالة ابنته.

التقيت عبد الرحمن عندما سافرت الى اسبانيا بهدف العمل، عبد الرحمن كان يجمع قوته من خلال بيع القطع التذكارية ومن هنا دار بيننا الحديث عن وجوده في هذه البلد وعن الحياة في الغربة وعندما سالت عبد الرحمن عن هذا الموضوع اكد ان غربته هذه "تقزم" امام العديد من القضايا التي تلم بالعالمين العربي والاسلامي.

والمثير انه من خلال التنقل من بلدة الى اخرى في ضحايا مدينة برشلونة يمكن ملاحظة وجود العرب والمسلمين في الشوارع وعلى قارعة الطرق وفي كل مكان فعند التنقل من منطقة سانتا سوشانا الى برشلونة عن طريق القطار يمكن ملاحظة وجود العرب وتخوفهم من ان يضبطهم رجل الامن وذلك لتسللهم خلسة الى القطار دون دفع ثمن البطاقة "2 يورو اي ما يقارب 11 شيكل"وذلك من اجل ان ينتقل من مكان اقامته الى عمله.

على ما يبدو فان المهمة صعبة بالنسبة لمحمد وعبد الرحمن وغيرهم من العرب الذين اختاروا اوروبا كملاذ لضائقتهم الاجتماعية والاقتصادية فكما قال عبد الرحمن:"الانسان منا بات غريبا في وطنه، فما العجب من ان اكون بائعا متجولا في شوارع اسبانيا"،من المؤكد ان عبد الرحمن لا يقصد ذلك الا ان الحال الذي ال اليه في بلده جعله يفكر بهذه الطريقة وبهذا التوجه.

جبل المنشار
جولة سريعة في منطقة برشلونا وخاصة المدينة يمكن من خلالها ملاحظة ان العرب كانوا هنا في الماضي ومن بين هذه المعالم قمم ذلك الجبل الشاهق الذي نحت على شكل المنشار.

اطلق العرب على الجبل "جبل المنشار" المونتسيرات –باسمه اليوم وهو من المعالم اليتيمة على وجود العرب هنا في هذه البلاد.

خيمة العرب"-"حلال "

البحث عن الاصل وعن العرب في هذه المنطقة يتلاشى وذلك بعد السفر الى مدينة كاليجا القربية من برشلونة حيث يمكن ملاحظة وجود العرب والمسلمين في هذه المدينة بشكل واضح خاصة من خلال وجود مطاعم الحلال التركية والملاحم المغربية التي كتب على مدخلها باللغة العربية "ملحمة حلال" هذا ناهيك عن التواجد المكثف للنساء والرجال العرب في هذه المدينة، وذلك اثر الهجرة العربية وخاصة من المغرب العربي الى بلاد الاندلس. علما ان غالبية اللحوم المقدمة في المطاعم الاسبانية هي من لحم الخنزير وبعد بحث مستميت، فقط، عن مطاعم الحلال بعيدا عن المدن المركزية يمكن اكتشاف العرب ان صح التعبير.

وبعيدا عن الاجواء الريفية وعودة الى الاكتظاظ والازدحام في المدينة فان البحث وعلى وجه السرعة في منطقة ميناء برشلونة"المارينا" يمكن ملاحظة الاثر العربي على هذه المنطقة من خلال كتابة كبيرة باللغة العربية على مدخل مقهى ومطعم عربي في وسط المارينا حيث كتب "الخيمة" حيث تسمع وبصورة واضحة اللغة العربية المغاربية.

النادل احمد وهو من المغرب يعمل منذ عدة سنوات في هذا المقهى وذلك بعد ان هاجر مثله مثل الالاف من الشباب من ابناء بلده، وصاحب المقهى كذلك فهو من المغرب وعلى ما يبدو فهو من العرب الاثرياء في المدينة.

وتتحول هذه الخيمة الى خيمة رمضانية في شهر رمضان المبارك حيث يتذكر العرب في هذا الشهر الفضيل اصلهم بالعودة الى الاصل والى الجذور من خلال ممارسة العادات العربية والشرقية.

العودة الى الاصل
قصة عبد الرحمن هي احدى القصص المؤثرة التي يعيشها العرب اليوم في بلاد الاندلس سابقا اسبانيا اليوم.

وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشها هؤلاء من العرب والمسلمين بشكل يومي الا ان هناك من يقول ان هذه الظاهرة التي باتت تجتاح اوروبا منذ اواخر القرن الماضي، هي ظاهرة ايجابية كونها تعمل وحتى ان كان بغير قصد الى عودة العرب والمسلمين الى اوروبا والى بلاد الاندلس خاصة.

هل هي العودة الى الاصل بعيد "الريكونكويستا"-"اعادة احتلال اسبانيا بعد الحكم الاسلامي على الاندلس"كما يقول قائل ام هي مجرد ظاهرة الهجرة السلبية من بلادنا الى الغرب، بعد ان اقفلت جميع الابواب؟!

ولماذا لا يهاجر الاسبان بلادهم باتجاه المغرب او مصر؟ قد يقول قائل انها ظاهرة مقلقة الا انها وبالوقت ذاته مشجعة لان يتواجد العرب في كل رقعة على وجه هذه المعمورة، لكن بشرط واحد ووحيد :"العيش بكرامه اينما كانوا